انا مريم مثلية الجنس و ناشطة في مجال التعددية الجنسية و الجندرية
انا من الاشخاص اللي اتشكل وعيهم في ثورة يناير و اعقابها و الوعي ده مكانش عني بس لا كمان كان عن مختلفي الميول الجنسية و الهويات الجندرية وده اللي دفعني لتأسيس مجموعة كويرية جوه الجامعة بمساعدة زميل دراسة ليا وهو رجل عابر جنسيا نظرا لأن جامعتي متفتحه و سياستها تقبل الأختلاف قدرنا نشكل المجموعة دي جوه الجامعه و كان ليها نشاط الكتروني على مواقع التواصل الأجتماعي و لكن اللي مكنتش منتظراة هو ان الدكتورة المتفتحه " علا مرسي " وهي دكتورة " طب نفسي و طب الأعصاب " اللي على مكتبها ملصق لعلم الراينبو و المساحه الأمنه هي اللى تقول لأهلي عن ميولي الجنسية و عن نشاطي في سنة 2014 عشان اتضرب من خالي و امي لساعات متواصلة من التعنيف الجسدي الي كان ممكن يقتلني , خالي اللي عنده على موبايله مجموعة افلام جنسية لبنات مثليات الجنس !! هددوني بالختان , بالزواج الأجباري , بالحبس المنزلي
حاولت الأنتحار و اخدت مجموعة ادوية في محاولة مني للتخلص من كل العنف عشان بعد كده يتم انقاذي و اصحا جوة مصحة " احمد عكاشه " على صوت ممرضة بتطلب من اقلع هدومي كلها عشان تتأكد ان مفيش اصابات عشان الاقي ان كل " الحلقان " اللي في جسمي مفقوده واعرف ان حد شاف جسمي و لمسه وانا فاقده الوعي وان المصحة اللي انا فيها هي نفس المصحة اللي بتشتغل فيها دكتورة " علا مرسي " اللي كشفت عن ميولي لأهلي بدون رغبتي ,
طلبت اكلم امي , اختي لكنهم رفضو بشده قالولي " اسكتي و خليكي هادية لحد ما الدكتور ييجي " و بالفعل جية الدكتور و قالي "انا عرفت من والدتك انك لوطية , احنا ممكن نعالجك بس لو انتي حابة " بالرغم من ان منظمة الصحه العالمية قالت ان المثلية مش مرض و لا يمكن علاجها لكنه قال كده وطلب مني اوقع على ورقة عشان يقدرو يحبسوني في المصحه بصيت عليها ولقيت انها اعتراف مني اني " اعاني من الأكتئاب و ادمان المخدرات " ورغم عدم توقيعي ليها لكن ده ممنعهمش من احتجازي في المصحه عشان " محضر الشرطة " اللي اتعمل لمحاولة انتحاري واتلفقلي تهمة " الأدمان " و " تعهد بأدخالي مصحه " وبالفعل احتجزوني رغم ان تحاليل المخدرات كلها كانت سلبية وبعد وقت في المصحه و ايام من الأنتهاكات و العنف و محاولة اقناعي ليهم اني خفيت علشان يسيبوني وبعد يومين من خروجي كانت اخر مقابلة مع الدكتور " احمد عكاشة " في اوضة لوحدنا بعد مراجعة الأدوية و تقرير جلستي الأخيرة سألني " هديتي اخيرا و حطيتي ثلج على كسك ! " وبسبب الصدمه ذهلت و مقدرتش ارد لحد ما شاورلي بصباعه " اخرجي "
في النهاية و بعد ما حكيت جزء من قصتي انا كمريم كان عندي امتيازات وهي اني " متختنتش " اهلي معرضونيش للأغتصاب التصحيحي او الزواج الأجباري زي ما بيحصل مع بنات كتير وان المصحه اتستخدمت معايا الأكراه مش اساليب العلاج التصحيحي الكريهه و امتياز دراستي لعلم النفس اللي ساعدني افضل سويه في الوقت ده وساعدني اتغلب على الفتره دي برغم وجود بقايا الصدمه و الرهاب الأجتماعي , لكن النساء الكويريات في مصر بيعيشو صراعات و عنف غير معلنين و منسيين للمجتمع بس مش ليهن